العيد فرحة

في الدنيا كلها بتحتفل الناس بالأعياد مهما كانت ديانتهم و مهما كان نوع عيدهم. و بتحاول الحكومات الاحتفال بالأعياد مع شعوبها بإعطائهم يوم العيد كعطلة رسمية او بتسهيل اقامة المهرجانات او الإحتفالات في كل مكان لأن تأثيرها النفسي الكبير بيساعد الناس على الخروج من دوامة العمل و ملل الروتين اليومي.

و دايما بترتبط الاعياد بذكريات حلوة و جميلة عند كل العالم , ما عدا مصر و خصوصا في العشر سنين الأخيرة اللي من كتر الفساد بقت الناس في كل عيد بتنتظر الحادثة الجديدة بتاعة كل سنة.

الحادثة المستمرة منذ 4 سنوات هي حادثة التحرش الجنسي اللي مع انها مصيبة سودة الا انا بقت عادية ومتوقعة لدرجة ان الجرايد بتبعت مصوريها لأمكان معينة لتصوير التحرش بالفتيات في مناطق معروفة للجميع و لكنها بقدرة قادر ما زالت مجهولة لجهاز العسس.

و في عيد القيامة اللي فات كان حادثة مقتل 7 مصريين بعد خروجهم من الصلاة في نجع حمادي.

اتذكر ايضا دائما حوادث غرق معديات النيل في قرى مصر و انهيار العمارات مثل عمارة شارع عباس العقاد. غير خوادث الطرق اللي هي مش طرق. و انتشار السرقات.

و في اطار احتفال وزارة العسس المصرية هذا العام بعيد الاضحى المبارك و حرصها على مشاركة الشعب المصري أفراحه و أعياده تم التضحية بشاب من الاسكندرية اسمه احمد شعبان .و بذلك تسن وزارة العسس سنة جديدة في مصر و هي ارجاع الاحتفال الفرعوني الذي كان قدماء المصريين يلقون فيه بأجمل بناتهم في نهر النيل في احتفال مهيب, بأن يقتلوا شابا (علشان الاختلاط بالنساء حرام) و يلقوه في ترعة من ترع نهر النيل.

و بذلك تعيد وزارة العسس ممثلة للحكومة المصرية على كل المصريين مؤكدة في الوقت ذاته ان ابداعها في زيادة قهر الشعب المصري لن يقف عند هذا العام بل انها تعمل على ايجاد حوادث اكثر دموية ووحشية كل عام لتسلية الشعب المصري العظيم الساكت المهاود.

و اليكم فيلم العيد في كل دور العرض و كل سنة و انتم طيبين



الكشري المصري و الأنتخابات الأمريكية

كل حد فينا من أرياف او من مدينة سمع في يوم حكاية الإنتخابات.دايما بيكون حد كبير في السن بس صغير في العقل,يقعد وسط اللمة و يحكي حكاية يشيب ليها الولدان,بس الولدان اللي عندها ضمير.

يجي بادئ و يقول ان الكرسي عمره ماطلع من العيلة ولا من الحزب و يوصفلك بالتفصيل إزاي الصناديق بتيجي من عند الحكومة متعبية و إزاي الأمن بيدخله كام واحد عارفينه فال يعني فيه إنتخابات و أن رجالة العيلة و الحزب بيبقوا واقفين بره بالسلاح علشان يردعوا أي محاولة لزعزعة الاستقرار اللي العيلة و الحزب و الأمن مأمنينه.

وتيجي اللمة ممصمصة شفايفها واحد واحد و يقولوا جواهم ياسلام على العظمة و العزوة و الجاه.

بيتغير المنظر شوية في المدينة التي يحاصر فيها قوات الامن المركزي المدعومة من قوات البلطجية المأجوريين من أصحاب السوابق لأماكن الانتخاب مع وجود أوامر عليا بعدم دخول أي ناخبيين و أيضا ملئ صناديق الأنتخاب بنعم لمرشح الحزب رضي الله عنه و أرضاه.

إفتكرت الكلام ده و أنا بسمع إعلان مدفوع الأجر من الحزب الديموقراطي الامريكي بيدعوا فيه الرئيس أوباما لأنتخاب زميله في الحزب مارتن أومالي عن ولاية ميريلاند و ده أثناء ذهابي لأحضار البريد الخاص بي الذي أشعرني بنقلة حضارية كبيرة في حياتي في ذلك اليوم.

و السبب في النقلة الحضارية دي هو ان لقيت فيه خطاب من حكومة كاليفورنيا و هي الولاية التي ولدت و تربت فيها زوجتي و مسجلة كناخبة فيها مرسل ليها فيه الكلام الأتي: إستمارة الإقتراع مسجل فيها كل الأشخاص المرشحين لمناصب السيناتورز أو الكونجرس مع مناصب اخرى محلية (زي المجلس المحلي كده) و ايضا تعديلات لقوانين الولاية يجب القتراع عليها. و كل اللي مفروض تعمله إنها تعلم بنعم أو لا على الشخص اللي هاتنتخبه أو على القانون اللي المفروض يتعدل, و ترسل الورقة دي مرة تانية في خطاب مقفول للجنة الأنتخابية التابعة لها.

وقفت مشلولا مشفوح الوجه شالولو مش فاهم حاجة قدام مراتي و هي بتشرحلي الموضوع ده ولم يفقه عقلي منه شيئا حتى خرجت بسؤال البني أدم اللي جاب التايهة. (وازاي يا هانم تعرفي أن مافيش حد في اللجنة هايغير من اللي أنت بعتاه؟) و كان الرد اللي أفحمني هو أن الجواب ده ناس معينة فقط اللي ليها قوة القانون أنها تفتحه وكمان ماحدش بيدخل الاختيارات دي يدويا ده الورقة نفسها بتدخل جهاز موصل بكمبيوتر مركزي بياخد الاختيارات دي أوتوماتيكيا ده زائد إني لو شكيت أن صوتي ماوصلشي صح فيه موقع على الانترنت بقدر أدخله برقم سري خاص بيا مسجل عليه إختياراتي وأقدر أتأكد منها.

هبطت دورتي الدموية للبدروم و حلفت أنها مش راجعة تاني مع إستمرار ( إزبهلالي ) الذي ما زال يصاحبني من يومها حتى الأن و لم أستطع أصلا أن أحاول المقارنة بين الكشري اللي بيحصل عندنا و الانتخابات الديموقراطية الحقيقية اللي المواطن فيها هو البطل.ماقدرتش أفكر إننا لسه بنطالب أن المواطن المصري يقدر ينتخب فقط برقمه القومي بدل الاختراع العالمي للتزوير المسمى بالبطاقة الأنتخابية. مقدرتش أفكر اني اصلا و انا هنا في أمريكا ماليش حق أنتخب في بلدي مع اني ماعيش غيرها والله.قصدي على الجنسية المصرية.ماقدرتش أفكر أني شفت فيديوهات تزوير في حياتي و هي بالمناسب ظهرت فقط في اخر 5 سنين أكتر من مرات فرجتي على أهداف منتخب مصر في البرازيل.ماقدرش أفكر في بلاوي كتيرة الحكومة عندنا حتى مش مديا المواطن الحق في أختيار بلوى من بلوى.

يبقى لكم ان تعرفوا أننا نعيش في ولاية ميريلاند و هي ولاية في الساحل الشرقي الأمريكي , و أن كاليفورنيا تقع في الساحل الغربي الأمريكي وتبعد عن ميريلاند بحوالي 5000 كم .و لكن حرصا من الحكومة على أعطاء المواطن حقه الأساسي في الأنتخاب أينما كان و مهما كانت الظروف بحثت الحكومة عن عنوان زوجتي و أرسلت لها ما يمكنها من الأنتخاب و اختيار قوانينها و من يمثلها.

كل ده و بتسألوني مصر ما بتروحشي كاس العالم ليه؟

الأجابة في الفيديو ده :




محمد خالد

ناشظ حقوقي مدون مصري

demaghmak@gmail.com

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

مقالي في جريدة البديل

و رجعنا تاني

منذ 3 سنوات كان يوم التعديلات الدستورية الغريبة اللي ماكنشي حد في الشارع المصري يعرف عنها حاجة و كالعادة الناس سمعت انه في (حاجة) المفروض يروحوا يصوتوا عليها ب (نعم) و خلاص . و قررنا انا و مجموعة من المدونيين و النشطاء إننا نتظاهر في ميدان التحرير قبل يوم الانتخابات الساعة 6 مساءا ضد التعديلات اللي هاتودينا في داهية.

و كنت من المفروض أن أقابل صديقي المدون جيمي هود في ميدان التحرير . و في طريقي للميدان أتصل بيا جيمي و قاللي الميدان ملغم أمن مركزي تعالى أحسن من ناحية ميدان طلعت حرب و فجاءة تليفونه أتقفل.و عرفت في ساعتها أنه أتقبض عليه.و فجاءة كلمتني الصديقة عبير العسكري التي كانت بصحبة خالد البلشي و قالتلي ألحقنا فيه حد من الأمن بيجري ورانا علشان يقبض علينا و كانوا على بعد حوالي 100 متر مني في ميدان طلعت حرب . فابدأت اجري للوصول للميدان و اتصلت بيهم لقيت تليفونهم أتقفل. في نفس الوقت كان الامن بعث بأحدى رجالته الأشداء المغاوير للقبض علي, و بدات رحلة المطاردة اللي شهدتها كل من شارع هدى شعراوي و مول و جراج البستان و مزانق و مخانق سوق الخضار و اللحمة بباب اللوق لحد ما كلمني خالد البلشي و قاللي إحنا في الجرنال إطلعلنا. فاجيت واخد نفسي و جري على البديل.

و أول ما وصلت للبديل لقيت فوق مجموعة من المدونين كانوا مختبئين هناك و كانوا وائل عباس و مينا ذكري بالإضافة طبعا لخالد البلشي و عبير العسكري و الموضوع ده كله حصل اصلا قبل صدور جريدة البديل بحوالي 6 شهور كاملة.

كانت هذه أول زيارة لي لجريدة البديل و لم تكن الاخيرة. فقد كانت البديل ملاذا دائما للي بختهم مال و حبوا البلد وللي كان نفسهم يقوللوا للدنيا : ثانية واحدة لو سمحتم, مصر المفروض تبقى أحسن من كده لو غيرنا طريقة تفكيرنا و أهتمينا بيها أكتر. البديل كان امل أكتر ما كان جرنال. كان أمل لكتير من شباب الصحفيين اللي تعب من الفساد علشان يحصل على فرصة عمل في جرنال و حتى لو كان لقاها كان بيخنقه توازنات مصالح جريدة أو فرضها عليه لنفاق الحكومة. كان امل لكتير من الناس إنها تقرى الحقيقة مرة واحدة في حياتها مش ملونة بلون من الألوان.

مش بقول أن البديل كانت أحسن جريدة في العالم ,لأ كان ليها مشاكلها الإدارية و التمويلية و قلة الموارد و حجات كتيرة تانية. بس حافظ صحفيي البديل دائما على إحترامهم لنفسهم قبل أحترامهم لقرائهم و هي دي الصورة اللي قراء جريدة البديل عرفوها بيها و حافظت دايما عليها.

و في البداية الجديدة للبديل الجديد يتعهد فيه الكائنات الحية العاملة بجريدة البديل أنهم يحافظوا على الصورة دي .يحافظوا على بحثهم الدائم عن الحقيقة و نشرها كما هي حتى لو كانت ضد معتقاداتهم أو مبادئهم. إنهم مش هايتأخروا في فضح أي فساد أو نوع جديد من الإجرام اللي ساحب البلد على حفرة مظلمة.

لم اكتب في جريدة البديل من قبل و لكني سعيد بهذه الفرصة الجديدة في مكان أحترم العاملين فيه قبل المكان نفسه.

ملحوظة : ده لينك لفيديو عن أراء المصريين عن التعديلات الدستورية..هم يضحك و هم يبكي.




محمد خالد

ناشظ حقوقي مدون مصري

demaghmak@gmail.com

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

مقالي في جريدة البديل