كل حد فينا من أرياف او من مدينة سمع في يوم حكاية الإنتخابات.دايما بيكون حد كبير في السن بس صغير في العقل,يقعد وسط اللمة و يحكي حكاية يشيب ليها الولدان,بس الولدان اللي عندها ضمير.
يجي بادئ و يقول ان الكرسي عمره ماطلع من العيلة ولا من الحزب و يوصفلك بالتفصيل إزاي الصناديق بتيجي من عند الحكومة متعبية و إزاي الأمن بيدخله كام واحد عارفينه فال يعني فيه إنتخابات و أن رجالة العيلة و الحزب بيبقوا واقفين بره بالسلاح علشان يردعوا أي محاولة لزعزعة الاستقرار اللي العيلة و الحزب و الأمن مأمنينه.
وتيجي اللمة ممصمصة شفايفها واحد واحد و يقولوا جواهم ياسلام على العظمة و العزوة و الجاه.
بيتغير المنظر شوية في المدينة التي يحاصر فيها قوات الامن المركزي المدعومة من قوات البلطجية المأجوريين من أصحاب السوابق لأماكن الانتخاب مع وجود أوامر عليا بعدم دخول أي ناخبيين و أيضا ملئ صناديق الأنتخاب بنعم لمرشح الحزب رضي الله عنه و أرضاه.
إفتكرت الكلام ده و أنا بسمع إعلان مدفوع الأجر من الحزب الديموقراطي الامريكي بيدعوا فيه الرئيس أوباما لأنتخاب زميله في الحزب مارتن أومالي عن ولاية ميريلاند و ده أثناء ذهابي لأحضار البريد الخاص بي الذي أشعرني بنقلة حضارية كبيرة في حياتي في ذلك اليوم.
و السبب في النقلة الحضارية دي هو ان لقيت فيه خطاب من حكومة كاليفورنيا و هي الولاية التي ولدت و تربت فيها زوجتي و مسجلة كناخبة فيها مرسل ليها فيه الكلام الأتي: إستمارة الإقتراع مسجل فيها كل الأشخاص المرشحين لمناصب السيناتورز أو الكونجرس مع مناصب اخرى محلية (زي المجلس المحلي كده) و ايضا تعديلات لقوانين الولاية يجب القتراع عليها. و كل اللي مفروض تعمله إنها تعلم بنعم أو لا على الشخص اللي هاتنتخبه أو على القانون اللي المفروض يتعدل, و ترسل الورقة دي مرة تانية في خطاب مقفول للجنة الأنتخابية التابعة لها.
وقفت مشلولا مشفوح الوجه شالولو مش فاهم حاجة قدام مراتي و هي بتشرحلي الموضوع ده ولم يفقه عقلي منه شيئا حتى خرجت بسؤال البني أدم اللي جاب التايهة. (وازاي يا هانم تعرفي أن مافيش حد في اللجنة هايغير من اللي أنت بعتاه؟) و كان الرد اللي أفحمني هو أن الجواب ده ناس معينة فقط اللي ليها قوة القانون أنها تفتحه وكمان ماحدش بيدخل الاختيارات دي يدويا ده الورقة نفسها بتدخل جهاز موصل بكمبيوتر مركزي بياخد الاختيارات دي أوتوماتيكيا ده زائد إني لو شكيت أن صوتي ماوصلشي صح فيه موقع على الانترنت بقدر أدخله برقم سري خاص بيا مسجل عليه إختياراتي وأقدر أتأكد منها.
هبطت دورتي الدموية للبدروم و حلفت أنها مش راجعة تاني مع إستمرار ( إزبهلالي ) الذي ما زال يصاحبني من يومها حتى الأن و لم أستطع أصلا أن أحاول المقارنة بين الكشري اللي بيحصل عندنا و الانتخابات الديموقراطية الحقيقية اللي المواطن فيها هو البطل.ماقدرتش أفكر إننا لسه بنطالب أن المواطن المصري يقدر ينتخب فقط برقمه القومي بدل الاختراع العالمي للتزوير المسمى بالبطاقة الأنتخابية. مقدرتش أفكر اني اصلا و انا هنا في أمريكا ماليش حق أنتخب في بلدي مع اني ماعيش غيرها والله.قصدي على الجنسية المصرية.ماقدرتش أفكر أني شفت فيديوهات تزوير في حياتي و هي بالمناسب ظهرت فقط في اخر 5 سنين أكتر من مرات فرجتي على أهداف منتخب مصر في البرازيل.ماقدرش أفكر في بلاوي كتيرة الحكومة عندنا حتى مش مديا المواطن الحق في أختيار بلوى من بلوى.
يبقى لكم ان تعرفوا أننا نعيش في ولاية ميريلاند و هي ولاية في الساحل الشرقي الأمريكي , و أن كاليفورنيا تقع في الساحل الغربي الأمريكي وتبعد عن ميريلاند بحوالي 5000 كم .و لكن حرصا من الحكومة على أعطاء المواطن حقه الأساسي في الأنتخاب أينما كان و مهما كانت الظروف بحثت الحكومة عن عنوان زوجتي و أرسلت لها ما يمكنها من الأنتخاب و اختيار قوانينها و من يمثلها.
كل ده و بتسألوني مصر ما بتروحشي كاس العالم ليه؟
الأجابة في الفيديو ده :
محمد خالد
ناشظ حقوقي مدون مصري
demaghmak@gmail.com
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
مقالي في جريدة البديل
هناك تعليق واحد:
استضافة , استضافه
http://www.egyptdomain.com
إرسال تعليق