لا أتذكر منذ فترة كبيرة أي خبر مفرح سمعته عن مصر .فبعيدا عن فوز الأهلي و المنتخب بكؤوس أفريقيا في العقد الأخير,اتحدى اي منكم أن يذكرني بخبر مفرح عن أنجاز مصري في اي مجال من مجالات الحياة.
أصبحت كل أخبار مصر التي اقرأها في الجرائد أو في الأنترنت أو أراها في التلفزيونات عبارة عن كمية كبيرة من الكأبة و السواد بين قتل و سرقة و فساد و تعذيب و انحطاط و قهر و مظاهرات و اعتصامات و غرق عبارات و حوادث سيارات و فتنة طائفية, و امراض و أوبئة,ثم مرة أخرى فساد في فساد في فساد.
بصراحة أنا قرفت.نفسي لما أفتح الأخبار أول ما اصحى الاقي العالم بيحتفل ببلدي بانجاز عملته مش مصيبة صنعها النظام الفاشل اللي مودينا في داهية.
و لم يرضى النظام بخيبته التقيلة في التسبب بغبائه في أدارة ملف الطائفية و تأمين الشعب -و هو مهمته الرئيسية- أن يقف عند هذا الحد فقط بل فضح نفسه و كما توقعت في مقالي السابق و توقع الكثيرون بقتله شاب و أب لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات بعد تعذيبه في مقار أمن الدولة بالأسكندرية ليعترف بجريمة لا دخل له بها إلا كونه شاب مربي دقنه و يتبع الطريقة السلفية. ثم عذبوا أخاه و زوج أخته كي يتنازلوا عن بلاغهم ضد أمن الدولة للتحقيق في مقتل أخيهم.بل و تتوالى الخبار أن أمن الدولة عرض عليهم شقة و 100 ألف جنيه للتنازل. ولا كان مسؤول الأمن في البلد أصبح أسمه عيدي أمين.
توقع الجميع خيبتهم التقيلة لحل لغز قضية حقيقية كما فشلوا في حل كل القضايا الحقيقية التي لا ينفع فيها جمع مسجلين خطر منطقة الحادث و تعذيبهم ليعترفوا مين اللي سرق المعزة.
فكل الحوادث الكبيرة في مصر مثل حادث مذبحة بني مزار على سبيل المثال خرج كل المتهمين منها براءة بعد محاكمتهم لأن أمن النظام المصري فشل في العثور على الجناة الحقيقيين و (لبس) التهمة لأي شخص علشان يخلصوا من الدوشة.
مسرح جريمة الأسكندرية الذي دمرته عساكر الأمن المركزي يدل على أنه لم تكن في نيتهم البحث بجدية عن المجرمين. فأولى قواعد الشرطة ألا يلمس أحد مسرح الجريمة حتى يزوره محققي البحث الجنائي أولا. و هو لم يحدث ألا بعد أن مرت كل الأسكندرية عليه. وأن كانت الشرطة فعلت هذا بغير قصد فهي مصيبة و أنت كانت لا تعلم فهي مصيبة أكبر.
عشوائية أدارة الدولة أصبحت هي النظام السائد. و أستغلال الأمن لقوته في القمع فقط و ليس في صالح الشعب ينبئ بمصيبة أكبر من حادثة الأسكندرية في القريب العاجل سيعاني منها كل الشعب قريبا أكثر مما يعاني.
- منذ إسبوعين كتبت عن الجاسوس المصري لأسرائيل متوقعا أن يزور مسؤول أسرائيلي مصر و حدث ذلك بزيارة رئيس الوزراء الأسرائيلي لمصر و جلوسه مع مبارك و سلامه و أبتسامات الجميع فرحة منهم بوصول داعم و شقيق مصر الأول.و لم يتكلم أحد عن وضع الجاسوس أو حتى تذمر في حصرة جلالة رئيس الوزراء من فعلة أسرائيل.طب ماحدش ناوي يعيد تفكير حتى في موضوع تصدير الغاز لأسرائيل بعد ما وجدوا أكبر حقل بحري للغاز فيها مما سيجعلها دولة مصدرة؟؟ اللي أختشوا ماتوا فعلا.
- هذه الأيام تظهر بصورة أكبر خيبة النظام المصري خارجيا بعد أن قفل مبارك عليها الباب و (أستقر) بمصر في أنفصال جنوب السودان .وبعد ما كانت دولة واحدة من بداية التاريخ حولها نظام فاشل ألا دولتين و نظام أفشل منه ألى ثلاث دول. عندي شك أن في زيارتي الجاية لمصر هلاقي طنطا أستقلت.و الل مش عارف إستقلال جنوب السودان معناه أيه بكرة كلنا نعطش و نعرف.
- لا أقدر أن أعبر عن مدى فرحتى بثورتي شعب تونس و الجزائر ضد حكوماتهم التي لا تختلف في فسادها و قمعها لشعوبها عن حكومة مصر. مع عزائي الحار لكل ضحايا الأنظمة المتخلفة التي قاربت على نهايتها.
عقبال شعب مصر بقه يا رب يقوم و يتحرك و يثور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق