مقالة جامدة جدا عن قضية البث الفضائي لمباريات الدوري المصري من موقع فالجول
للكاتب نصري عصمت
*********************
12 يوليو 2009 - 23:02
استيقظ سكان جمهورية طرطوريا الواقعة جنوب شمال غرب المحيط الهادي ذات يوم ليكتشفوا وقوع كارثة محققة .. لا ليست كارثة بل هي مصيبة سوداء .. رؤساء فرق البطولة الوطنية لكرة القدم اتفقوا على عدم إذاعة مبارياتهم تلفزيونيا .. يا للطامة الكبرى!! كانت مأساة حقيقية .. فسكان الجمهورية التي هي جزيرة وسط محيط متلاطم الأمواج باتت كرة القدم هي تسليتهم الوحيدة خصوصا أن معظمهم من الغلابة الذين يعيشون على الجمع والالتقاط أو الصيد وبالطبع ففوز الفريق المحلي لأي منهم يعني فرصة رائعة لكيد الآخرين وغيظهم والمنظرة عليهم.كما تسبب ظهور المقاهي الفضائية بسبب ارتفاع معدل البطالة في انتعاش أسهم كرة القدم بعدما بات كل مقهى يقدم المباريات ويتفنن في استقدام حكماء الجزيرة لتحليلها رغم تواضع مستواها. بالطبع هرول أمير ساهر رئيس اتحاد الساحرة المستديرة وطلب من الفرق الكروية التراجع عن قرارها وعلى رأسها فريق القوميين الأحمر صاحب الشعبية الجبارة داخل الجزيرة والذي لا يستطيع منازلته أي فريق.وهنا فتح سكان طرطوريا باب جدل لا ينتهي متسائلين "الدوري المحلي من حق مين؟" إذ تصارع الجميع على المطالبة بحقه في البطولة.أول المطالبين كان ساهر رئيس اتحاد الساحرة المستديرة فمن وجهة نظره هو المنظم للمسابقة ومن حقه أن يبيعها لمن يدفع أكثر ويقبض الثمن لمنحه للفرق الكروية مع حفظ حقه طبعا .. "ساهر في الحاجات دي ميعرفش يا أما ارحميني".وهنا وجد أمجد ونيس رئيس اتحاد الإذاعة والوصلات الفضائية يضحك عليه قائلا "بطولة مين يا حبيبي اللي بتاعتك، أنا المالك الحقيقي لكافة أشكال الوصلات المضروبة في الجزيرة".وبالطبع فرئيس اتحاد البث والوصلات بحكم القانون الموضوع من رئيس وزراء الجزيرة الدكتور أحمد ظريف هو الوحيد المسموح له بالبث وهذا لأسباب تستهدف حماية الأمن والنظام داخل الجزيرة وهي أسباب طبعا لا علاقة لها بكرة القدم التي تلهي شعب الجزيرة دوما عن أشياء عديدة مثل نقص الأسماك أو عدم وجود مدارس لتعليم الصيد أو مستشفيات لعلاج أمراض المناطق الاستوائية أو قوارب لنقل السكان إلى الجزر الأخرى التي يحاول السكان الهجرة إليها أحيانا بصورة قانونية أو بصورة غير شرعية!!وهنا تدخل كبير البصاصين ليقول "مليش دعوة حلوا مشكلتكم بعيد عني لأني لست مستعدا لتأمين مباريات من نوعية الأحمر ضد الأبيض أو الأحمر ضد الأصفر في أزرق دون أن تكون مذاعة تلفزيونيا، بل قد أجبركم على إذاعتها غصب عنكم.. أنا هنا الكبير".بالطبع أصيب أمير ساهر بالفزع من تربص الآخرين بكعكته الثمينة فهرول إلى حسن نسر وزير الطاولة والسيجا في الجزيرة لكن للأسف وجده مكسور الجناح لا يقوى على اتخاذ قرارات حاسمة في الجزيرة خصوصا أن السياسة العامة للجزيرة تتعامل مع الرياضة باعتبارها نوعا من الطاولة أو السيجا بجد.
ولم تفلح نداءات ساهر إلى وزير الإرشاد الذي تنصل تماما من الموضوع كأن ونيس ووصلاته وفضائيته ليس تابعة له .. فالرجل مشغول بما هو أهم مثل برنامج "البيض بيضك" ومنافسة قناة "الفطيرة" التي تلاحق طرطوريا بالاتهامات.ولا يهم إن كان الآلاف من سكان الجزيرة يتابعون أنشطة الطاولة والسيجا بشغف غير عادي فهي من وجهة نظر الدكتور ظريف كبير الوزراء مجرد "شوية عيال بتلعب مش فاضيين لهم"، والرجل مشغول تماما ببعض البرامج مثل وزير الإرشاد وعلى رأسها "برنامج الخصخصة".المهم جاءت أيام وراحت أيام وانتهى الموسم وصار الموسم الجديد على الأبواب والذي ينطلق يوم 21 يوليو الجاري أي بعد أقل من عشرة أيام بكأس السوبر المحلي بين فريق الأحمر وفريق حراس الشاطيء دون أن تحل المشكلة.فونيس رئيس اتحاد الوصلات عرض شراء البطولة مقابل 80 مليون حبة فول سوداني فيما يرفض ساهر بشدة ومعه رؤساء الأندية ومجموعة العظماء السبعة يقودهم تحالف الأحمر والأبيض الذين اختلفا في كل شيء واتفقا على موضوع البث.ساهر جاء بعرض من إحدى الجزر الخارجية للضغط على ونيس دون جدوى مقابل ملايين من حبات السوداني المحمص .. وهنا قام أصحاب المقاهي الفضائية التي اشترت البطولة بأسعار زهيدة بالضغط على ساهر لأنهم خائفين على حقوقهم حتى لا تضيع وسط الزحام.المشكلة الأساسية التي لا يدركها كل هؤلاء أن الفرق الكروية كلها حكومية ومملوكة للجزيرة بشكل أو بآخر والدليل أن رئيس نادي أرسنال طرطوريا بعد أن أقام الدنيا ولم يقعدها بسبب شكواه الخاصة بالمادة 18 سرعان ما سحب شكواه وسكت تماما بعدما تلقى مكالة هاتفية من مسئول كبير في الجزيرة.والأهم أن الوزارتين (الإرشاد والطاولة والسيجا) باتحاداتهما الرياضية والإعلامية جميعهم تحت سيطرة الحكومة والدكتور ظريف .. يعني الموضوع في بيتها وحكومة دولة طرطوريا وحدها هي صاحبة القرار لأنها تملك الفرق والقنوات والاتحادات وتملك أهم شيء وهو إشارة البث وتسمح بخصخصة قطاعات معينة مثل المقاهي الفضائية لكن مع فرض سيطرتها عليها أيضا عند اللزوم وتقرر الاحتفاظ بملكية قطاعات أخرى بما فيها فرق الكرة وكله حسب قوانينها.والسؤال الآن لماذا لا تتدخل رئاسة حكومة طرطوريا للحل أو لفض الاشتباك قبل انطلاق الموسم عقب أقل من 10 أيام ؟ .. الإجابة بالطبع لدى الدكتور ظريف أو من ينوب عنه.مسابقة الحلقة : لماذا تم إطلاق اسم "طرطوريا" على الجزيرة؟أرسل إجابتك الآن ليتم نشرها كل يوم الساعة السابعة قبل برنامج الخصخصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق