ايها القديس ... انقذنا


يتفرق اهتمام الرأي العام المصري هذه الايام بين مواضيع كثيرة ما بين اقتصادية و سياسية و اجتماعية
و في كل موضوع تجد له اكثر من رأي مختلف مثل موضوع ( شهيدة الحجاب) مروة الشربيني, فهناك من اطلق عليها هذا اللقب و يحاول نشره بكل قوة و هناك من يقلل من قيمة لقب ( شهيدة الحجاب) و يرى انه مزايدة لن تصل بنا الا لمزيد من المشاكل و عدم الاستقرار على رأي.
و لكن كعادة الشعب المصري ( الشاذ) دائما في كل شيء استحوذ موضوع واحد على الاهتمام الاكبر من غالبية الشعب المصري و ايضا الاجانب المقيمين في مصر بصورة دائمة و اتفق الجميع على شئ واحد و هو ( لا نريد ان يرحل ابوتريكة).
القديس ابوتريكة كان قد تلقى عرضا خليجيا للعب هناك سيدر عليه و على ناديه الاهلي بالملايين , و عندما نشر هذا الخبر انتفض الشعب و كأن مصر في خطر.
مكالمات تلفونية و رسائل و ايميلات و نداءات من عامة الشعب و قيادات الدولة (لأمير القلوب) ان لا يرحل و يترك مصر في محنتها
فمن سيوفر رغيف العيش غيره
و من سيعالجهم من كل امراض العصر المتوطنة و غير المتوطنة و المستوردة و المعدة محليا غيره
و من سيحررهم من ديكتاتورية سلاطينهم غيره
و من سيعيد مكانتهم العربية و الافريقية غيره
و من سيحل مشاكل الدولة الاقتصادية غيره
و من سيحرر فلسطين و يجمع العرب غيره
و الاهم بالنسبة للمصريين اكثر من كل ما سبق, من سيصعد بنا لكأس العالم غيره؟
ابو تريكة لاعب لم ارى مثله منذ زمن بعيد , ملتزم اخلاقيا و دينيا و هذا ما يداعب وجدان الشعب المصري اكثر من اي شئ, و لكن اختزال الشعب المصري لكل مشاكله في لاعب كرة هو في نهاية اليوم غباء ليس من بعده غباء.و ان كان تم بفعل فاعل
و الفاعل كالعادة هو الحكومة التي نجحت بكل المقاييس ان تشغل وقتنا بعيدا عن مصائبها بكرة القدم
فمنذ (الاشتغالات ) اقصد الانتخابات الرئاسية السابقة و مع بدايات حركة الشارع وجدت الحكومة ضالتها في كرة القدم و حيث وجهت كل طاقتها لجعل المصريين يرون فخر و انتصارات بلادهم في كرة القدم و يغضون البصر عن كل كوارث الحكومة.
فبدات بحصول الاهلي على كأس افريقيا و بعده مصر على كأس الامم في 2006 بتوجيه كل الاعلام في تلك المنطقة و كانت بوادر النجاح عندما غرقت العبارة و على متنها اكثر من الف انسان مصري و نامت مصر يومها فرحا بصعودنا للمباراة النهائية.
و اسمر الدعم للأهلي و للمنتخب للفوز بكل المبارياتو فعلا انشغل الشعب بكرة القدم بعيدا عن سقوط دولتهم في الحضيض .
فحال البلاد يتحرك من سئ الى اسواء.
لم نعد نجد رغيف عيشنا و لا عمل نسكت به انفسنا و مازال القمع و انتهاكات حقوق الانسان في تصاعد مستمر و ترتيبنا على العلم في اكثر الدول فسادا مازال يتصدر الجميع و كل ما يشغلنا هل سيترك ابوتريكة مصر ام لا.
لذا فأن نهاية ما نحن فيه مازالت بعيدة مادمنا سنستمر في الهيافة و السطحية و عدم وضع اولويات لحياتنا او حتى استطاعتنا التفرقة بين الهواية و العمل الجاد او الاهتمامات المصرية التي يبنى عليها وطن.
*************************
مقالي على مدونات كاتب